الأحد يونيو 1 2008
رأس الناقورة (لبنان) - ، وكالات - قال الاسير اللبناني نسيم نسر الذي اطلقت اسرائيل سراحه اليوم الاحد بعد ستة اعوام من الاعتقال وسلمته الى السلطات اللبنانية في البلدة المتاخمة للحدود المشتركة انه: "تجسس لصالح حزب الله لانه يعتبر نفسه وطنيا لبنانيا ومسلما". ويأتي هذا الافراج اثر وساطة المانية حثيثة لاطلاق اسرى بين الحزب واسرائيل، وهو امر تصر مصادر في ديوان رئيس الوزراء إيهود اولمرت على استبعاد ربطه مع صفقة شاملة لتبادل الأسرى أو كمقدمة لها. وانما تمت الموافقة عليه بعد ان تبين أن القرار بمواصلة احتجازه لاجل غير محدد كورقة مساومة لن يصمد امام تدقيق المحكمة العليا، إلا أن مصادر أمنية إسرائيلية أعربت في حديث للاذاعة الاسرائيلية والى صحيفة "معاريف" اليوم عن اعتقادها بان إطلاق سراح نسر يدل على قرب انجاز الصفقة مع "حزب الله". وهو ما تأكد لاحقا حين سلم مسؤولو الحزب رفات جنود اسرائيليين قضوا في حرب تموز (يوليو) 2006 الى اللجنة الدولية للصليب الاحمراثر تسلم نسر.
وقال المسؤول الامني في الحزب وفيق صفا: "سلمنا بعض اشلاء عدد من الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في حرب تموز والذين تركهم الجيش الاسرائيلي في لبنان. هذه هي بعض الاشلاء نسلمها اليوم للصليب الاحمر الدولي".
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل تعتزم الإفراج عن ستة على الأقل من أسرى الحزب وتسليم رفات عشرة آخرين كدفعة أولى في إطار هذه الصفقة. غير أن إسرائيل تتوقع أن يكون جندييها اللذان تم اختطافهما على أيدي مقاتلي الحزب قبل نحو عامين قد توفيا. وكان الحزب أصاب الجنديين الإسرائيليين غلعاد ريغيف و ايهود غولفاسر إصابات خطيرة على الأراضي الإسرائيلية قبل أسرهما ونقلهما إلى داخل لبنان في حزيران (يونيو) 2006 . وتسببت عملية اختطاف الجنديين في إشعال شرارة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي استمرت على مدى شهر.
وكانت قطاعات عسكرية للجيش انتشرت في وقت مبكر وبكثافة في بلدة رأس الناقورة استعدادا لتسلم نسر، واقامت حاجزا قرب الساحة الكبرى فيها حيث غصت بمئات الاشخاص الذين رفعوا اعلاما لبنانية ورايات "حزب الله". كما اقيمت منصة في المكان بما يوحي ان خطابات ستلقى في المناسبة. وقال عمران نسر شقيق نسيم: "بعد ان سمعنا نبأ تحريره، نأمل في وصوله الى لبنان سالما".
وانتشر عشرات من عناصر الحزب وهم يرتدون لباسا اسود وقبعات كتب عليها "نصر من الله" خارج المدينة وداخلها. وتوجه قائد مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب علي ابراهيم في موكب الى الحدود مع ثلاث سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر وآلية لقوة الطوارىء الدولية في الجنوب تقل المستشار السياسي للقوة ميلوس شتروغر.
ونسيم نسر مولود في 1968 لام يهودية اسرائيلية اصلا اعتنقت الاسلام واب لبناني مسلم. واكدت والدته فالنتين صايغ الى صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن الاسبوع الماضي انها "مسلمة شيعية جعفرية اعتنقت الاسلام منذ 55 عاما ولا اقبل ان يقول لي احد انني يهودية". واضافت: "اشعر بالخجل من ان انتمي الى هؤلاء اليهود المتجبرين الذين لا يعرفون الله"، موضحة: "لا افكر في اسرائيل. افكر فقط بلبنان وافتخر به". وغادر نسر لبنان خلال الاجتياح الاسرائيلي في 1982 والتحق بعائلة والدته في اسرائيل على اساس قانون العودة الاسرائيلي، وقيل انه فعل ذلك بهدف تحسين مستوى معيشته وليس نتيجة لأي مشاعر صهيونية.
وتم اعتقله في 2002 وحكمت عليه محكمة اسرائيلية بالسجن ست سنوات اثر ادانته "بالتعاون مع حزب الله اللبناني" واعترافه بتسريب معلومات حساسة الى مسؤوليين كبار في الحزب اضافة الى صور شخصية لاحد اقاربه الذي يعد واحدا من كبار القيادات الامنية الاسرائيلية. واتهم نسر بالتقاط صور لاماكن عسكرية وتجميع معلومات مخابراتية عن محطات الغاز والكهرباء لاستهدافها من قبل الحزب. وتقول صحيفة "هآراتس" أن الحزب وجه نسر الى اقامة علاقات مع قياديين في الجيش الاسرائيلي لتجميع معلومات عن التحركات العسكرية. وطلب منه ايضا محاولة قياس المشاعر العامة في اسرائيل بعد هجمات للحزب. وتخلى نسر عن جنسيته الإسرائيلية ومازال له أبناء يعيشون في إسرائيل.
وكان حسن نصر الله الامين العام للحزب كرر في كلمة ألقاها الاسبوع الماضي تعهداته بقرب الافراج عن كل السجناء اللبنانيين وبينهم سمير القنطار أقدم سجين لبناني في السجون اللبنانية.
وتحتجز اسرائيل عشرة لبنانيين بينهم القنطار الذي ينظر اليه على نطاق واسع على أنه عنصر رئيسي في أي اتفاق مع الحزب بخصوص اعادة جنديين اسرائيليين أسرهما الحزب عام 2006 . وشارك القنطار(41 عاما) في غارة عام 1979 قتل خلالها اسرائيليان وفتاة عمرها أربع سنوات