أمل حجازي: لا أحب أن أكون عروسا..

في أحد مقاهي بيروت التقيناها، حزينة بدت على الرغم من محاولتها إشاعة جو من المرح انها اعتادت أن تشيعه أينما وجدت، لكنها لم تنجح، فقد غلبتها مشاعرها وهي الخارجة من تجربة عاطفية قاسية، والمقبلة على مرحلة جديدة في حياتها الفنية لم تتضح معالمها بعد، وإن كانت تأمل أن تكون مشرقة بعد أن أصبحت أكثر ثقة بخياراتها الفنية.

تتحدث أمل حجازي بمرارة عن قرار منعها من السفر إلى الكويت، تعرف أن ثمة من يحاربها لكنها لا تعرف من هو ولماذا؟! فقرار المنع حرمها من جمهور لطالما أحبته وأحبها، وهي إذ تأمل بلقائه قريباً، تطرح عدة تساؤلات من خلال مقابلة جريدة القبس معها التي تحدثنا فيها كثيراً عن الحب، وقليلاً عن الفن، وإن كانت أمل تنوي أن تحب فنّها أكثر من أي رجل بعد أن اكتشفت أن خياراتها لم تكن صائبة حسب تعبيرها..

لماذا ترتسم علامات الحزن على وجهك، هل هو الخوف من المرحلة الجديدة مع ألبوم جديد، ولوك جديد وإدارة أعمال جديدة أيضاً؟
لا بالعكس أنا سعيدة.

لكن ملامحك توحي بالعكس؟
لا توجد سعادة مطلقة في هذا الكون، أنا سعيدة نوعاً ما، أنتظر صدور ألبومي الجديد وأصداء الكليب الذي انتهيت من تصويره، كما أتطلع بأمل إلى المرحلة المقبلة.

لماذا بكيت في المقابلة التي أطللت خلالها عبر تلفزيون "الجرس"؟ هل بكيت على فراق شخص ما وأنت تحتفلين بعيد ميلادك؟
أنا بالنهاية فتاة حساسة جداً، قد أبكي لأمر بسيط وقد يؤثر بي موقف صغير، لذا تنهمر دموعي بسرعة ولا أستطيع حبسها أحياناً. وبقدر ما أنا سريعة الحزن والتأثر، أشعر بالفرح والإشراق لكلمة صغيرة خصوصاً إذا كانت صادقة ونابعة من القلب.

جميعنا معرض للخسارة، قد تكون خسارة مادية أو خسارة عاطفية أو خسارة معنوية، ما الذي يبكي أمل أكثر؟
صدقيني المال لا يعني لي شيئاً، المال يذهب ويأتي ولا آسف لضياعه، ما يؤسفني هو فقدان عزيز أحبه، أو تعرضي للخداع من قبل أشخاص وثقت بهم، وقد أحزن إذا فشل عمل فني لي.

تجربتان فاشلتان

مررت بتجربتين عاطفيتين كان مصيرهما الفشل، الاخيرة منهما لم يمض على انتهائها وقت طويل، هل تتحملين جزءاً من فشل هاتين العلاقتين؟



نعم، فأنا بكل أسف أسأت الاختيار في المرتين.
ألست معي أن هذه حجّة يتعلل بها البعض ليرمي تبعة الفشل على الآخرين؟
ليس بالضرورة، فكل منا يخطىء ويتعلم من أخطائه، والحياة مدرسة كبيرة، ولا شك أني أخطأت في الاختيار، وأصبحت اليوم أتأنى أكثر، فثمة مشاعر مزيفة مغلفة بالكثير من الرقة المصطنعة، وثمة أشخاص نوجدهم في حياتنا وهم لا يستحقون منا كل الحب والهالة التي نصنعها لهم، لذا أقول اني لغاية الآن لم أجد من يستحقني كإنسانة أعتبر نفسي إيجابية جداً.

برأيك هل يخضع الحب للاختيار أم يأتي على حين غفلة؟
لا شك أن الحب شعور يعصف بنا رغماً عنا، فنعمى عن عيوب الحبيب التي لا نكتشفها إلا بعد أن تزول غشاوة الشغف، وتبدأ مرحلة اكتشاف الأخطاء، لذا أؤكد أن الجرح العاطفي هو أقسى أنواع الجروح.

أنت اليوم مجروحة؟
اليوم لا لم أعد كذلك، كل منا يمر بتجارب قاسية عليه ألا يستسلم لها، أنا اليوم تجاوزت كل الصعاب التي مررت بها وأشعر بأني في حال أفضل.

هل تجاوزت جرحك بتلك البساطة التي تتحدثين بها أم عانيت بصمت؟
لا شك أني آسفة على الشخص الجيد إذا ما فقدته، وقد أحتاج وقتاً طويلاً لأنساه، لكن إذا كان الشخص لا يستحقني فانني أقسو على قلبي وأتجاوز الألم، ولعل من أجمل ما غنيت "قلبي أنا قسيتو".

حب ضائع

تجاربك الفاشلة، هل دفعتك لإعادة حساباتك، اقله لناحية العمل على شخصيتك لتغيير أسلوبك في التعاطي مع الآخرين؟
أنا أتصرف كما يأمرني قلبي، لا أتصنع ولا أخطط ولا أحب أن أفقد عفويتي، اليوم لم أعد راغبة في الحب، أريد أن أعمل وأنجح وفي المقام الثاني يأتي الحب.

كنت على علاقة برجل كويتي وكان من المفترض أن تنتهي بالزواج، هل آلمك فشل هذه العلاقة أكثر؟



لا، أنا أؤمن بالقدر وأن الله يضع أمامي كل ما فيه خيري، لو كانت سعادتي مع ذلك الرجل لكنت استمررت معه حتماً، لكن طالما أنه لم يكن ثمة نصيب بيننا، فلست آسفة على علاقة انتهت.

شربل ضومط مدير أعمالك السابق ربطتك به قصة حب دامت تسع سنوات، وكان حزيناً جداً بعد انفصالكما، هل غدرت به؟
لا لم أغدر به وليس من طبعي الغدر بأحد، لكن من الطبيعي أن يحزن على عشرة تسع سنوات، أنا أيضاً حزنت.

طالما أن العشرة تهمك، وطالما أن فراق شربل سبب لك الحزن، لماذا افترقتما؟
لا شك أن العشرة لا تنسى بسهولة، لكن ثمة ما هو أهم مثل إمكانية استمرارنا معاً، وأمور أعمق بكثير. لم يكن ثمة مجال للاستمرارية في علاقتي بشربل.

عندما وقعت عقداً لإدارة أعمالك مع روتانا اخترت أن يكون شربل مدير أعمالك لماذا؟
لأننا أصدقاء، فما المانع أن يتحول الحب إلى صداقة طالما أن ايا من الطرفين لم يتسبب بأذية الآخر؟

ألا تأسفين على ضياع حبك؟
لا لست آسفة على ذلك، أنا تعرفت إلى شربل منذ تسع سنوات، لكننا انفصلنا سنوات عدة لم نر بعضنا خلالها، وعملت أثناءها مع جان صليبا، وعدنا مع ألبوم "بياع الورد". أنا أسلم أمري لله وهو الذي يهديني.

من هو الرجل الذي يستحق حبك؟
لا أضع مواصفات، لكن ثمة أمورا لا أفرط فيها مثل الوفاء والصدق، والرجولة والكرم، ليس بالضرورة أن يكون غنياً ليكون كريماً، بل الكرم هو كرم النفس والأخلاق. أنا لا أطلب المستحيل بل أطلب الأمان.

هناك من يحاربني

تحدثت مراراً عن قرار منعك من دخول الكويت، فهل عرفت سبب هذا المنع؟

لا لغاية الآن لم أعرف، حاولت أن أعرف وسألت الجهات المختصة ولم أحصل على جواب، لكن ما عرفته أن ثمة شخصا يحاربني في الكويت ويمنع سفري اليها.

هل هذا الشخص له علاقة بإحدى الفنانات؟
لا أعتقد.

إذاً ما مصلحة هذا الشخص من منعك من لقاء جمهورك الكويتي؟

أريد أن أتوجه من خلال جريدة "القبس" إلى المسؤولين في الكويت ليعيدوا النظر في هذا الأمر، لأني لم أرتكب ما أمنع بسببه من دخول بلد عربي أحبه وأحب جمهوره وأقدره، أنا لست من الفنانات المبتذلات اللواتي يمنعن لمكافحة العري، لم أرتكب أي جريمة واسمي نظيف.

هل وصلك قرار منعك من السفارة في بيروت؟
لم يصلني أي قرار، بل كنت كل ما تقدمت بطلب فيزا إلى الكويت يرفض طلبي.

عروس ليلكية

تستعدين لإصدار ألبومك الجديد، ماذا تحدثينا عنه؟
هذا الألبوم هو الأجمل في مسيرتي الفنية، فهو يتضمن أغاني اخترتها بعناية، ومنوع بين المصري واللبناني والخليجي، وقد غنيت فيه بإحساس عال، وشعرت من خلاله باني أصبحت ناجحة فنياً.

يصدر ألبومك مع أعمال كبار الفنانين، ألا تخشين المنافسة؟
لا بالطبع، فالعمل الجميل سيبرز ولو من بين مئات الاعمال.

في الكليب الجديد بدوت عروساً باللون الليلكي، لماذا تخليت عن اللون الأبيض؟
المخرجة ارتأت أن ندخل نوعاً من التعديل على ثوب الزفاف على سبيل التغيير.

هل تقبلين بالتخلي عن اللون الأبيض ليلة زفافك؟
لا أحب أصلاً أن أكون عروساً، ولا أفكر في إقامة حفل زفاف، بل أفضل حفلاً بسيطاً ورحلة إلى الخارج بعيداً عن الأضواء، ولا يعنيني إطلاقاً الثوب الأبيض.