6/25/2008 3:55:00 PM
قالت مصادر فلسطينية لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أنه جرى مؤخرا في حماس محاولة لتنحية قائد الذراع العسكري احمد الجعبري عن منصبه واستبداله بعماد عقل، من كبار رجالات الذراع. وقد فشلت المحاولة، والان الذراع العسكري منشق الى معسكرين: واحد برئاسة عقل والثاني برئاسة الجعبري.
الازمة في الذراع العسكري جاءت على خلفية توتر مستمر بين الجعبري، الذي أصبح أحد أقوى الرجالات في القطاع وبين رجال القيادة السياسية لحماس في غزة، بمن فيهم محمود الزهار. وبرأي القيادة، فان الجعبري يدير سياسة مستقلة ولا يطيع تعليماتها – حتى بالنسبة للنشاط ضد اسرائيل، ولكن ايضا بالنسبة للفصائل الفلسطينية الاخرى.
التوتر بين الطرفين وجد تعبيرا حقيقيا له في الاسابيع الاخيرة في أعقاب محاولة لشرطة حماس في غزة اعتقال بعض نشطاء الذراع العسكري، لدورهم في اعمال جنائية. وعارض النشطاء الاعتقال، وعندما جاءوا لاعتقالهم دارت اشتباكات نارية بينهم وبين الشرطة.
قائد الشرطة توفيق جابر، الذي ليس رجل حماس توجه الى احد قادة القيادة السياسية سعيد صيام وطلب منه ان يطلب من الجعبري تسليم النشطاء العاقين. ولكن الجعبري رفض ذلك. وفي اعقابه، توجه صيام الى محمد ضيف الذي كان في الماضي رئيس الذراع العسكري واعتبر لسنوات المطلوب رقم 1 في اسرائيل، كي يكون محكما في الخلاف. وضيف لا يتبوأ اليوم منصبا تنفيذيا في القطاع.
بعد وقت قصير اعلن ضيف تنحية الجعبري عن منصبه واستبداله بعماد عقل. فرفض الجعبري هذا ايضا، والشرخ في عز الدين القسام بقي على حاله.
واشارت المصادر في اسرائيل الى أن الذراع العسكري يعاني مؤخرا من انشقاقات ونزاعات عديدة تذكر بالمعارك بين أجنحة فتح في الماضي. في الاسابيع الاخيرة جرت محاولات اغتيال بحق مقربين من الجعبري، وفي غزة يؤمنون بان رجال عقل مسؤولين عنها. في اماكن اخرى، مثلما في خانيونس، يدعي بعض الاشخاص السيطرة على الارض او الاملاك، وهناك التوتر يصل لدرجة محاولات التصفية المتبادلة. وشددت المصادر ايضا على دور كبار رجالات الذراع في الاعمال الجنائية، ولا سيما في مجال التهريب الذي اصبح من نصيبهم الحصري.
والى جانب ذلك فان الانشقاق في الذراع العسكري لا يزال لا يؤثر على قرار كل التيارات في حماس التمسك بوقف النار مع اسرائيل. وذلك رغم أنه في القيادة السياسية في المناطق وفي الخارج، يوجد خلاف حول اذا كان يتعين على حماس مواصلة الحفاظ على التهدئة ام ان الامر من شأنه أن يمس بالتأييد الذي تحظى به بين الجمهور الفلسطيني.
