وسط إقبال جماهيري على تذاكر المهرجان بعد إزالة تهمة التطبيع عنه، يفتتح سلطان الطرب جورج وسوف والفنانة إليسا والأردني عمر العبد اللات مساء الثلاثاء الـ8 من يوليو/تموز 2008 فعاليات المهرجان الغنائي الذي يشارك فيه 25 مطربا ومطربة من أنحاء العالم.
وقالت اللجنة المنظمة للمهرجان إن الفعاليات ستبدأ على مسرح جرش الجنوبي، كما تتضمن الليلة الافتتاحية حفلا خاصا لمطربة الجاز العالمية ديانا كرال في جبل القلعة في العاصمة عمان.
ويعقد مهرجان الأردن في نسخته الأولى خلال الفترة بين يومي الثامن من الشهر الجاري والتاسع من أغسطس/آب، وتقام فعالياته في عمان وجرش والبتراء والبحر الميت بمشاركة عدد من نجوم الغناء العربي بينهم عمرو دياب ومحمد حماقي من مصر، والكويتي عبد الله الرويشد، والجزائريان الشاب خالد والشاب فضيل، ومن لبنان راغب علامة وعاصي الحلاني وفضل شاكر، والأردنية ديانا كرزون.
ويشارك من نجوم الموسيقى والغناء العالميين في المهرجان مغني الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينجو والفنانتين جوليا ميجينيس ومونيكا يونس بالإضافة إلى حفل خاص لمطرب البوب ميكا.
مبيعات كبيرة للتذاكر
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه مبيعات تذاكر المهرجان قفزات نوعية خلال الأيام الماضية، خاصة بعد إزالة شبهة التطبيع وتراجع النقابات الفنية العربية عن مقاطعة المهرجان.
ووفق أكثر من مركز للبيع في العاصمة عمان فقد تم بيع 94% من تذاكر حفل سلطان الطرب جورج وسوف وإليسا والأردني عمر العبد اللات.
وتوقع مشرف المبيعات رائد سليم لموقع mbc.net أن يتم بيع كامل التذاكر حتى ظهر الثلاثاء في الوقت الذي أشار فيه إلى أن العاملين في هيئات دبلوماسية غربية كانوا أبرز المقبلين على شراء تذاكر الفنانة العالمية ديانا كرال.
وأكد أن الإقبال على شراء التذاكر زاد بشكل ملفت للانتباه منذ ظهر يوم الأربعاء الماضي بعد نشر مقابلة الملك عبد الله الثاني مع وكالة الأنباء الأردنية الذي أعلن فيها أن شركة "زوار المساء" الفرنسية هي المنظمة للمهرجان وأنها ليست شركة "ببليسيز" التي نظمت الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل.
وأشار سليم إلى أن الملفت للانتباه أن أغلب الطلب على التذاكر كان من المواطنين الأردنيين وفلسطينيين من عرب 48 إضافة إلى شباب خليجيين.
ورغم أن حفل الفنان فضل شاكر ويارا وهيثم الشوملي لا يزال أمامه 12 يوما، فإن مبيعات التذاكر الخاصة بهم تجاوزت حاجز 75% وهو ما يؤشر على أن الحياة عادت إلى المهرجان الذي عاش خطر الفشل خلال الأسبوعين الماضيين بسبب دعوة المقاطعة بحسب ما أفاد به سليم.
أما المفاجأة التي سجلتها المبيعات فكانت تذاكر حفل الفنان عمرو دياب الذي سيكون آخر فعاليات المهرجان في التاسع من الشهر المقبل، والتي بلغت 92% حتى الآن، وأكد سليم أنه حتى الآن لم يسجل أن تذكرة واحدة بيعت في السوق السوداء.
إقبال أردني
وعلى باب مركز البيع في السيفوي بالأردن، سأل موقع mbc.net عددا من الراغبين بحضور فعاليات مهرجان الأردن.
وقال فادي عبد المعطي -موظف في شركة خاصة ويتقاضى راتبا شهريا مقداره 600 دينار- إنه اشترى أربعة تذاكر له ولزوجته وشقيقته من فئة الـ20 دينارا (30 دولارا) لحضور حفل وسوف وإليسا والعبد اللات.
وقال "حقيقة لم أعر المهرجان أي اهتمام؛ لأني غير مهتم بالفن والفنانين ولكن بعد أن قرأت مقابلة الملك عبد الله الثاني وشعرت أن هناك مؤامرة على المهرجان فقررت كمواطن أن أعمل على إنجاح هذا المهرجان التي تراهن عليه حكومة بلدي كثيرا اقتصاديا من خلال حضور فعالياته".
وأوضح أنه بعد أن اتخذ هذا القرار أخذ برنامج فعاليات المهرجان إلى المنزل وأعطى زوجته وشقيقتيه قرار اختيار الفعالية التي يرغبون بحضورها فكانت حفلة وسوف وإليسا والعبد اللات.
وعلى خطى فادي سار صالح عودة الذي اشترى تذكرتين لذات الحفل ومثلهما لحفل عاصي الحلاني وديانا كرزون الذي بيعت من تذاكرهما ما نسبته 64% حتى الآن.
وقد صدرت إدارة المهرجان لكل فعالية نحو 7 آلاف بطاقة باستثناء حفلات الفنانيين العالميين الناطقين بغير اللغة العربية التي بلغ عدد بطاقات كل حفل نحو ثلاثة آلاف بطاقة.
ووفق مصدر في الأمن العام الأردني فإن 20 ألف سيارة خليجية عبرت بلاده منذ الأول من الشهر الجاري، إضافة إلى نسبة الحجوزات في الفنادق الأردنية في العاصمة عمان بلغت حتى الآن 75% ومرشحة للزيادة خلال الأسبوع المقبل إلى 83% على أقل تقدير.
جرش يعود مرة أخرى
من جانبها، أعربت وزيرة السياحة والآثار الأردنية مها الخطيب عن سعادتها بانطلاق الفعاليات لهذا العام، وقالت في البيان إن المهرجان يهدف إلى إشاعة أجواء من الفرح والبهجة في موسم الأردن الصيفي وإتاحة الفرصة للسائح العربي والأجنبي وللمواطن الأردني لقضاء وقت ممتع.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن الخطيب قولها إن إطلاق مهرجان الأردن الرسمي سيكون في العام المقبل وأن ما ينظم هذا العام يقتصر على الفعاليات الغنائية التي تقام في الأماكن السياحية، مشيرة إلى أن المهرجان سيكون مظلة داعمة لكل المهرجانات التي تقام في الأردن وبينها مهرجان "جرش" الذي كشفت عن توقفه هذا العام فقط ليواصل فعالياته العام المقبل.
وشهد المهرجان خلال الأسبوع الماضي جدلا واسعا بسبب اتهامات له بالتطبيع من خلال مشاركة شركة فرنسية قيل إنها نظمت احتفالات إسرائيل بمرور 60 عاما على قيامها كدولة مما دعا النقابات الأردنية وبينها نقابة الفنانين للدعوة إلى مقاطعته وهي الدعوة التي استجاب لها عدد كبير من الفنانين.
ونفت الحكومة الأردنية على لسان عدد من مسؤوليها مرارا شبهة التطبيع عن المهرجان لكن الأمر تم حسمه بشكل كامل عندما تدخل الملك عبد الله الثاني شخصيا ليؤكد أن الجهات المنظمة للمهرجان أردنية خالصة وأنه تحقق شخصيا من عدم وجود أية شبهة تطبيع.
