وجهة نظر يكتبها الصحافي سعيد بدران وهذه المرة بعنوان: بعد أن أيقنت انقراض الضمير بدأت اكتب لأمة الحمير!
إن امة الحمير امة لها تاريخ وحضاره، لها دستور وقوانين .امة تنعم بالحرية، وتتمتع بالديمقراطية الحقيقية منذ امد بعيد. امة لها دولة وبرلمان، والعمل البرلماني لديها يعتبر مثالا يحتذى به في كل زمان ومكان.
انتخاباتهم نزيهة ...نظيفة تخلو بتاتا من شراء الذمم والرشوات الانتخابية التي اعتادها البشر.
النائب البرلماني عندهم يعمل بدون مقابل... لا يلهث وراء التغطية الاعلامية... يكتفي بالقليل القليل من المردود المادي، ويعرف جيدا انه منتخب من قبل الجمهور ولخدمة الجمهور فقط، ولا ينافس على ابراز الذات كما يفعل النائب " ألإنسان المتحضر" .
امة الحمير امة تحاسب نوابها، ولا تصفح لهم وعنهم أذا ما اقترفوا ذنبا ...
نوابهم يكافأون عندما يعملون وليس عندما يصرخون...
نوابهم يخضعون لرقابة شخصية وجماهيرية صارمة ويسالون "من أين لك هذا" ؟.. .اما البشر فكأن ألأمر لا يعنيهم ولم يسألوا بتاتا كيف أصبح ممثلوهم من طبقة ألأثرياء في ليلة وضحاها، ولم يسألوا كيف امتلكوا تلك ألأملاك والعقارات وأذا كانت لديهم اموال مودعة في المصارف السويسرية كما يفعل الزعماء العرب.
نوابهم ليسوا كنوابنا الذين يستمدون وجودهم من مأسي التعساء البسطاء.
وما يميز نوابنا عن نوابهم هو كثرة الحكي وإتقان فن "ألزعبرة" والمزايدات، والتهجم على السلطه، اما نوابهم فيمتازون بصدق الوعد والقول والتفاني والاخلاص في العمل.
يقولون عنا انه " يكفي أن يتشدق مرشحنا ببعض الشعارات الوطنية ليصبح نائبا، ولا يبحث احد في ماضيه، يلهثون وراءه وحتى لو كان "مزين نساء" او "مطهر قانوني".
يصفون نوابنا أنهم كامريكيا يتعاطون مع قضايا الأمة بمعيارين، من جهة يلعنون الرأسمالية والامبريالية وأسرائيل والصهيونية العالمية، وفي الوقت ذاته يقبضون راتبهم من خزائن الحكومات.
يقولون ان نوابنا يتشبثون بالكرسي حتى الموت...يدمنون الزعامة بدون خجل، وكأنها أنزلت إليهم بوحي من السماء..
يتهمون نوابنا بامتهان " التسول" على عتبات بلاط ألأمراء، الرؤساء، الوزراء وبانهم أفاضوا مدحا لزعماء تلطخت ايديهم وايدي ابائهم واجدادهم بدم اطفال النهر الغربي...
هذا يقفز هناك ويعود بمكرمة ملكية ... وهذا يعود بسلة وعود سخية..
هذا امتهن "النط" في اوكار الفضائيات ...طبعا العربيات...
كل منهم اتخذ في بلاد العرب خليلا يستنير بعصاه ليهديه في الظلمات...
كل منهم يبحث عن نائحة تندب الماضي بين النائحات...
ولا يعلم أن النائحة الثكلى ليست كالنائحات المستأجرات...