افتتحت يوم الأحد القرية الأولمبية لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة (بكين 2008) التي تستضيفها العاصمة الصينية في آب/أغسطس المقبل بحضور النجمين الصينيين ياو مينغ وليو شيانغ.
وتقع القرية بالقرب من الملاعب الرئيسية التي تستضيف منافسات ألعاب القوى والسباحة وستستقبل 16 ألف رياضي ومسئول من 204 دول خلال الأولمبياد الذي يقام بين الثامن والرابع والعشرين من آب/أغسطس المقبل.
وسيكون جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أبرز النزلاء في حين فضل بعض اللاعبين الكبار ومن بينهم نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر الإقامة في فندق خلال الدورة.
وقال تشين تشيلي عمدة القرية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد: "نرحب الآن بالرياضيين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الدورة.
وأضاف: "سنحاول إرضاء أذواق الناس حسب ثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية المختلفة. ونأمل أن تستمتعوا بالمرافق والخدمات وأن تحققوا النتائج المأمولة في الأولمبياد".
وكان اللاعبون الصينيون أول من تفقدوا القرية كما يجرى إسكان أعضاء الوفدين البولندي والكوبي في وحداتهم يوم الأحد.
وتضم القرية الأولمبية التي تبلغ مساحتها 66 هكتاراً ، 42 مبنى وحمامات سباحة وملاعب كرة مضرب وكرة سلة وكذلك مكتبة وأسواق ومستشفى ومحطة إطفاء. كما تتوفر فيها أماكن عبادة للمسيحيين والبوذيين والمسلمين والهندوس واليهود.
وسيتولى حوالي مئة طاهي أجنبي و2700 طباخ صيني إعداد الوجبات للاعبين والمسئولين في قاعة للطعام تسع خمسة آلاف شخص. وستقدم الوجبات الصينية والآسيوية والعالمية والوجبات المعروفة لدى شعوب البحر المتوسط.
وستتكون وحدات سكن اللاعبين من ثلاث أو أربع حجرات للنوم تحيط بمكان للمعيشة وتبلغ متوسط المساحة التي يعيش فيها كل فرد بالقرية الأولمبية 22.5 متر مربع في حين يبلغ هذا المتوسط لسكان بكين 19.5 متر مربع ومقابل 16 متراً مربعاً كانت متوسط المساحة التي يعيش فيها الفرد خلال أولمبياد أثينا 2004.
وزخرفت مغالق الأبواب في القرية الأولمبية بأشكال التنين كما زخرفت المداخل بخزف على شكل سيدات يرتدين ملابس ترجع إلى عصر أسرة تانغ الإمبراطورية (618-907 ميلادية).
وقال برنارد شفانك مسئول اللجنة الأولمبية الألمانية: "إنها واحدة من أجمل القرى الأولمبية. والظروف والأوضاع أفضل مما كانت في أثينا".
وسيقوم على تلبية مطالب اللاعبون والمسئولين خلال الاولمبياد فريق عمل ضخم يضم حوالي 2700 عامل فندقي ونحو خمسة ألاف متطوع من الطلاب.
ويعتمد المسئولون عن الإنشاءات بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة ومعالجة المياه والتكنولوجيا الموفرة للطاقة ومواد البناء الصديقة للبيئة وكذلك الإضاءة المعتمدة على الطاقة الشمسية. كما تعمل جميع أنظمة تكييف الهواء في القرية الاولمبية بالطاقة الشمسية.
وسيكون ياو مينغ نجم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين أبرز الضيوف في القرية الأولمبية كما قال نجم كرة المضرب الإسباني رافاييل نادال أيضاً إنه سيقيم في القرية خلال الأولمبياد.
وقال نادال الفائز بلقب ببطولتي فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) وإنكلترا المفتوحة (ويمبلدون) الماضيتين: "إذا ذهبت للمشاركة في الأولمبياد فيجب أن تذهب إلى القرية".
أما غريمه التقليدي فيدرر فلن يقيم في القرية نظراً لأنه ربما لا يتمتع بخصوصية كافية هناك، الشيء الذي أبدى جاك روغ تفهمه له تماماً.
وصرح روغ قائلاً: "أتفهم ذلك. هذا لا يكون عملياً بالنسبة لبعض اللاعبين. الأمر ليس أنهم لا يريدون التواجد هناك (في القرية) ولكنهم ربما لا يتمتعون بالخصوصية والراحة الكافية فيها".
ويعتزم روغ نفسه قضاء أكبر وقت ممكن في القرية الأولمبية بمجرد افتتاح الدورة في الثامن من آب/أغسطس المقبل.
وسيتواجد في القرية الأولمبية أيضاً الفريق النمساوي كاملاً والذي تلقى تعليمات بذلك بعد الفضيحة التي أثارها في أولمبياد تورينو الشتوي عام 2006 عندما عثر في أماكن إقامته على أدوات متعلقة بالمنشطات.
وستغلق القرية في 27 آب/أغسطس على أن تفتح مجدداً في الفترة ما بين 30 آب/أغسطس و20 أيلول/سبتمبر أثناء دورة الألعاب الأولمبية للمعوقين (الدورة البارالمبية). وبعدها سيتم تجديد وإصلاح الوحدات السكنية وبيعها العام المقبل.
