عندما بحثنا عن نجم خاص ومميز يلوّن كلامه صفحات فرفش، وجدنا ساحر الملايين، صاحب الابتسامة الخجولة، مالك العيون الحنونة هو الفنان الأنسب ليكون نجم هذا اليوم، إنه قيصر الغناء العربي، الفنان الكبير كاظم الساهر، حيث إلتقته سنوب في كواليس برنامج "تاراتاتا" التلفزيوني الغني الذي تعرضه شاشة تلفزيون دبي.
وقد كان اللقاء معه خاطفا ليس لأنه لم يشأ الاسترسال في الكلام، بل لأنه أصرّ على متابعة أدق تفاصيل الحلقة والبروڤات فيها، فكان يتنقل بين الفنانين: غادة رجب، شذا حسون، مهند محسن، وشهد برمدا، في السولو و"الديو" و"التريو" و"الكواترو" ليعيد أكثر من مقطع موسيقي أحياناً، وليغيّر أحياناً أخرى أغنية كاملة لم تأتِ على قدر التوقعات أو قدرة الحفظ أو لون الصوت... لأنه وبحسب تعبيره، لا يستضيف أي فنان ليستعرض عضلاته عليه، وإنما ليظهر بصورة صحيحة، لأن جميعهم يستأهلون ذلك، فهم يمتلكون مواهب جميلة، فهذا هو الإنسان المدبّر الذي يحسب جميع الأمور ولا يتركها تعبث هنا وهناك دون تدبير...
بداية، كيف هي علاقتك بـ "روتانا" اليوم؟
تمّ الحديث قبل فترة عن رغبتك في عدم تجديد العقد معها، ثم قيل إنك جدّدته لعام واحد "اختباري"، فما صحة ما يُشاع؟
لم أجدّد العقد حتى الآن، ولا أجد بأن الموضوع يشغلني كثيراً، فلدي ما يشغلني الى درجة لم أفكر معها بطرح ألبوم جديد هذا العام برغم إلحاح جمهوري عليّ.
ما الذي يشغلك الى هذه الدرجة... "ملحمة جلجامش"؟
بالضبط، فأنا متفرّغ لها حالياً وأحاول التركيز في العمل الضخم الذي أستعدّ له، وهذه الملحمة أمانة بين يدي.
لكن هذا لا يمنعك من تجديد العقد مع "روتانا"؟
الاتصالات موجودة بيننا ودائمة، لكن كثرة انشغالي وسفراتي تحول دون لقائي وسالم الهندي الذي اتفقت معه على لقاء قريب.
يبدو ألا رغبة لديك بإتمام هذا اللقاء؟
أبداً، الرغبة موجودة، على الأقل لحسم الأمور، لكن كما ذكرت هي الانشغالات.
ثمة نية لتصوير أغانٍ جديدة من ألبومك الأخير؟
قريباً جداً سيتم عرض أغنية "تقول انسَ"، وسأختار أغنية أخرى لتصويرها.
سطوة السينما
تقوم بتصوير الأغنيات على حسابك الخاص هذه الفترة؟
لا، لكني حريص على توفير الإمكانات المادية للمخرج مقدّماً، ولأن الإجراءات الإدارية في الشركات تأخذ وقتاً طويلاً، أقوم أنا بتسديد الحساب، ثم أحاسب "روتانا".
ماذا عن "ملحمة جلجامش"، وأين وصلت بها؟
كتبت حتى الآن مئة ورقة، أي حوالي ساعتين ونصف من الموسيقى والحوار المغنّى: اللوحات الرومانسية، لوحات احتجاج، الفريق المعارض، الفريق المؤيد، الحرس، الآلهة، عشتار، حبّ وخلود... شخصيات متعدّدة وأغلبها رئيسية: جلجامش، عشتار، أم جلجامش، أنكيدو، قائد الحرس... فالعمل سيتمحور حولهم جميعاً.
كيف ستقدّمها؟
تسيطر عليّ فكرة السينما، فكرة أن أقدمها بشكل فيلم غنائي: موسيقى وحوار مغنّى من أوله الى آخره.
انتهيت منها بالكامل؟
موسيقياً، وهي حالياً في مرحلة التوزيع لدى الدكتور فتح الله أحمد.
سيكون هذا العمل من إنتاجك الخاص؟
أنوي حالياً أن أسجّله على نفقتي الخاصة، فهذا عملي، وأود أن يبقى لي، علماً بأني تلقّيت عروضاً كثيرة لتقديمها على المسرح في دول عدة، لكني لا أشعر بالرغبة في تقديمها كعمل مسرحي.
إجازة أم اعتزال؟
سمعنا أنك تنوي الاعتزال بعدها؟
قد أُبحر في إجازة طويلة لم أحدّدها بزمن، خصوصاً بعد شعوري بأني أمّنت لجمهوري عملاً يغنيهم عن عشرة ألبومات وأكثر.
ماذا ستفعل خلال هذه الإجازة الطويلة؟
سيكون لديّ الكثير من الأشياء لأقوم بها، من دون أن أتخلّى عن العود وأوراق القصائد المبعثرة والطين الذي أصنع منه التماثيل حالياً.
هواية جديدة؟
بل هواية متجددة، فأنا أعتبر نفسي تلميذاً في هذا المجال.
ستمضي إجازتك الطويلة وحيداً، أم أنك قررت الارتباط؟
الارتباط ليس وارداً في حياتي اليوم.
لماذا وأنت "فارس الأحلام" الذي تتمناه أي فتاة؟
المسألة تخضع للقسمة والنصيب، وكلما أقرر الارتباط، يحدث شيء ما... وفي النهاية مشاعرنا هي التي تقرّر.
كنت قررت الارتباط بفتاة فرنسية؟
هي ليست فرنسية، لكنها تقيم في فرنسا، لكن لم يحصل النصيب.
في دبي حصلت حالات إغماء بين الفتيات في حفلك، فهل يؤثر بك هذا الموضوع إنسانياً أو فنياً؟
يؤثر بي من الناحيتين كثيراً، ويُشعرني بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، ويشجّعني على التواصل مع الجمهور أكثر، لذلك أعود الى جلجامش الذي أعتبره هدية الى جمهوري الذي رفعني هذه السنوات كلّها.
بعد رحلتك الطويلة، هل لا زلت تحلم بشيء؟
إذا توقفت أحلام الإنسان عموماً، فهذا يعني أنه انتهى وتوقف، فكيف بالفنان؟
بماذا تحلم اليوم؟
أحلم بالوقوف على مسرح بابل، كما أحلم بترجمة "ملحمة جلجامش" الى الإنكليزية إذا وُفّقنا بالنسخة العربية.
مع من ستتعاون في هذ العمل؟
اتصل بي المخرج الإنكليزي الأرمني فارتان الذي يُفترض أن يخرج العمل وأبلغني رغبة الفنان ألتون جون بالمشاركة فيه، لكن حتى الآن لا شيء محدداً بهذا الصدد. وإن كنت أشعر بضرورة وجود مخرج عراقي مع المخرج الإنكليزي، لأنني كلما أستذكر ما قدّمته السينما العراقية في ذلك الوقت، وكلما أتذكر الشخصيات المسرحية، والشخصيات المثقفة، أشعر بحالة تستفزني، وأقول لا بدّ من أن يكونوا جزءاً من هذا العمل، وقد رشّح لي أصدقائي أكثر من اسم لم أستقرّ على أحد منها بعد.
وأنت ألا تفكر بخوض تجربة التمثيل التي خضتها من قبل؟
أفكر بتقديم شخصية جلجامش، ولذلك أمارس الرياضة بشكل مكثّف لأحضّر نفسي للقيام بهذا الدور، وبمجرد تنفيذ تسجيل الملحمة سأبدأ دروس التمثيل، ولن أتوانى عن تقديم هذه الشخصية إذا اقتنع بي المخرج.
بعيداً عن الفن، ألا تفكر بمشروع تجاري مثلما يفعل الفنانون اتقاءً لغدر الزمن؟
أترك هذا الأمر لأولادي، والبركة فيهم.
