أمسى فريق زينيت سان بيترسبرغ الروسي فاكهة الموسم في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويبدو أنه يتمتع بالكفاءة الكبيرة التي ترشحه لهدم أسوار غلاسكو رينجرز الاسكتلندي المنيعة عندما يلتقي الفريقان في نهائي المسابقة المذكورة في 14 أيار/مايو الجاري.
ويأمل كلا الفريقين في وقوف التاريخ إلى جانبه في النهائي المقرر بمدينة مانشستر الانكليزية حيث سيلعب رينجرز وكأنه بين جماهيره نظراً للزحف الاسكتلندي الجماهيري المتوقع أن يشهده الملعب بالإضافة أن الجماهير الإنكليزية ستدعم دون شك رينجرز على حساب منافسه.
وسيجد الإنكليز في لقاء زينيت ورينجرز متنفساً للثأر ولو عبر الاسكتلنديين من الفريق الروسي كون بعض لاعبيه وعلى رأسهم المتألق النفاثة اندري أرشافين كانوا السبب في عدم تأهل إنكلترا إلى نهائيات أمم أوروبا بعدما حلوا في المركز الثالث في المجموعة خلف روسيا الثانية وكرواتيا التي جاءت أولى.
وكان رينجرز قد تغلب على فريق روسي في آخر نهائي أوروبي بلغه قبل ستة وثلاثين عاماً عندما فاز بلقب كأس كؤوس أوروبا العام 1972 بالفوز 3-2 على دينامو موسكو.
ويأمل زينيت في أن يكون مدربه الهولندي ديك أدفوكات مازال على دراية جيدة بفريق رينجرز الذي سبق له, أي ادفوكات, تولي قيادته فيما بين عامي 1998 و2002.
ورغم تفوق زينيت عملياً إلا أن ليس للكرة منطق وهذا ما ظهر في تعليق مدرب فيورنتينا تشيزاري برانديللي على رينجرز بعد المباراة التي جمعت الطرفين في نصف نهائي كأس الاتحاد الخميس وانتهت اسكتلندية بركلات الترجيح "لقد فاز الفريق الذي رفض أن يلعب، هكذا هي كرة القدم. أحيانا تكافئ الفرق التي لا تستحق الفوز".
ولم يدخل مرمى رينجرز أي أهداف خلال مبارياته الأربع الأخيرة بكأس الاتحاد الأوروبي ، ولكن هذا الأمر قد يتغير أمام الأبطال الروس الذين تضمنت قائمة ضحاياهم خلال مشوارهم بالبطولة الأوروبية هذا الموسم فرق فياريال الاسباني ومارسيليا الفرنسي وباير ليفركوزن الألماني.
وقد علق أوليفر كان قائد وحارس مرمى بايرن ميونيخ الذي أنهى مشواره الدولي في الملاعب الخميس بطريقة حزينة على يد زينيت "لقد لعبوا (زينيت) مباراة رائعة. وأصبحوا الآن المرشحين الأقوى لإحراز اللقب". بينما تحدث أوتمار هيتسفيلد مدرب بايرن عن أداء فريقه "الكارثي".
فيما وجهت صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة الجمعة كلامها إلى فريق بايرن قائلة "اخجلوا من أنفسكم" حيث تعرض الفريق الألماني الكبير لأكبر هزيمة أوروبية له منذ 17 عاماً أمام زينيت بأهداف بافيل بوغربنياك (هدفين) وكونستانين زريانوف وفيكتور فايزولين.
وكان الحدث الوحيد الذي أفسد فرحة زينيت هو حصول بوغربنياك على بطاقته الصفراء الثانية وبالتالي استبعاده من مباراة النهائي. ولا شك في أن غياب بوغربنياك (هداف البطولة الأوروبية برصيد 11 هدفاً) سيكون ضربة كبيرة بالنسبة لزنيت في النهائي، وإن كان الفريق الروسي قد نجح في تحقيق فوزه الكبير مساء الخميس بدون خمسة من الأساسيين أبرزهم اللاعبين أندري أرشافين وراديك سيرل وفيرناندو ريكسين.
ويسعى زينيت، الذي يضم بين جماهيره الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف ويعتبر أغنى أندية روسيا بفضل الراعي الرئيسي له شركة "غازبروم"، الآن لتقليد مواطنه سسكا موسكو الذي توج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي العام 2005 . وكان سسكا قد نجح في ذلك العام في تخطي عقبة الجماهير البرتغالية ليفوز على مضيفه البرتغالي سبورتنغ لشبونة في النهائي 3-1 محرزاً أول لقب قاري لفريق روسي.
ومن المنتظر ألا يختلف الوضع كثيراً من ناحية الكثافة الجماهيرية للفريق المنافس عندما يلتقي زينيت مع رينجرز في إنكلترا. ولكن الفريق الروسي يتمتع بالمهارة والسرعة والدقة اللازمين أمام المرمى للتغلب على رينجرز.
